الرئيسية
الحياة مع الناس مدرسة
يعلم كل منا بأن الحياة مدرسة عظيمة لها أثرها الكبير على شخصية الإنسان وسلوكياته فيتعلم منها الكثير وتغير من سلوكياته إما إلى الأفضل أو إلى الأسوء ويتأثر بها ويؤثر فيها . فكلما تمر بنا الأيام والليالي نتعلم الجديد منها أثناء موجهتنا مع الحياة ومخالطتنا الناس وعملنا في المجتمع فكل يوم يعتبر يوماً دراسياً في حياتنا . ومن خلال اختلاطنا بالناس نرى أصنافاً كثيرة بأشكالها المتنوعة ومعادنها المختلفة ، فهناك أصناف كثيرة سأذكر منها ثلاثة أصناف فقط . أولاً : من الناس الملتزم دينياً ويتحلى بالأخلاق الحسنة ويتمتع بالطيبة والكرم والشهامة وحب الخير لنفسه والآخرين والتطوع الاجتماعي ويؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة ويتعاملون مع الناس معاملة حسنة كما يريدها الله ورسوله (ص) وكما علمنا الإسلام من الصدق والوفاء والمساعدة والتعاون والخير والصلاح فهؤلاء الكرماء في مجتمعهم المؤثرون على أفراده بالخير والذي يفتخر المجتمع بهم ويؤثرون فيه ولأنهم قدوة حسنة لأفرداه وصادقون أوفياء يحبون الخير لأنفسهم ولغيرهم .وثانياً : من أصناف الناس هم الانعزاليون الذين حياتهم عادية جداً وطبيعية وهم مسالمون لا يتأثرون ولا يؤثرون في مجتمعهم من البيت للعمل والمسجد والمركز التجاري لشراء لوازمهم المعيشية والتمشية وهكذا يومهم عادي جداً . فلا يجازف بحياته ولا بمعيشته وما وصل إليه من العلم والثقافة والحالة المادية فتجري به الأيام ولا يتغير فهو نفسه حتى بعد عشرين سنة .والصنف الثالث : هم اللؤماء الذين يصطادون في الماء العكر ويستغلون الظروف القاهرة التي تمر على الإنسان المسالم والطموح ويحاولون أكل لحمه والنهش فيه إذا سنحت لهم الفرصة وهؤلاء يحبون مصلحة أنفسهم فقط ولا يحبون الخير لغيرهم وعندهم الصفات السيئة التي يمقتها الإسلام حيث انهم مرضى في قلوبهم بما يحملونه من البغض والحسد والكره والحقد على الناس وينكرون المعروف والجميل سواء من قبل أصدقائهم أو أقربائهم ، فهؤلاء داء في المجتمع لأنهم قدوة سيئة لأفراده وكما قال الشاعر : إذا انت أكرمت الكريم ملكته.......وإن انت أكرمت اللئيم تمرد ، فإذا مررت هؤلاء الأصناف الثلاثة فعليك إعطاء كل ذي حقه حقه . فالصنف الأول الإنسان الكريم والشهم فعليك أن تضعه في عينيك لأنه يعنيك حين تنعكس الأيام عليك ويتكالب الزمان ضدك فهو ينقذك من الغرق ويساعدك على النجاة وينفعك في الدنيا والآخرة . وأما الصنف الثاني الانعزالي والمسالم عامله كما عاملك بأحسن معاشرة وطيب الكلام فلا يريد منك شيئاً حتى لا تطلب منه شيئاً . وأما الصنف الأخير فهو اللئيم فعليك أن تحذر منه ولا تكرمه فإنه يريد أن يستفيد منك ولا تستفيد منه ويقلب عليك إذا قلب الزمان عليك ولا تصطحبه إذا عرفت نياته السيئة لأنه يضرك ولا ينفعك .أدعو للجميع دوام التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.
